يعد الكتاب اختصارًا لفقه الإمام الشافعي بهدف التقريب والتيسير، اختصره المصنف وجعله على أبواب الفقه المعروفة مبتدئًا بباب الطهارة، ومختتمًا بكتاب عتق أمهات الأولاد، ومن ملامح منهج المختصر استدلاله بالآيات القرآنية، ثم بالأحاديث النبوية، ثم بما قاله الشافعي أو اختاره، وهو من الكتب المشهورة المتداولة عند الشافعية.
يعد الكتاب شرحًا من شروح كتب الفقه على المذهب الشافعي، حيث شرح به المؤلف كتاب «منهاج الطالبين» للنووي (ت 676هـ). وهو شرح وسط، خال من الحشو والتطويل، حاو للدليل والتعليل، مبين للمعول عليه من كلام الشافعي والأصحاب والمتأخرين، تبعًا لما يذكره النووي من القول الراجح، والمرجوح، والكتاب عمدة للمفتي، ويعتبر جامعًا لأحكام العبادات والمعاملات، متميزًا بدقة العبارة وسلاسة الأسلوب، وحسن الترتيب، مدعومًا بالأدلة بدون مقارنة مع المذاهب الأخرى.
هذا كتاب من أهم الكتب في الفقه على مذهب الإمام الشافعي، فهو منهاج للطالبين، وعمدة للمفتين، اختصر فيه المصنف كتاب «المحرر» لأبي القاسم الرافعي إلى نصف حجمه؛ ليسهل حفظه، وضمنه التنبيه على قيود في بعض المسائل، وأبدل ما كان من ألفاظه غريبًا، أو موهمًا خلاف الصواب بأوضح وأخصر عبارة، وبيَّن القولين والوجهين والطريقين والنص، ومراتب الخلاف في جميع الحالات، وضمنه مسائل نفيسة ينبغي ألا يخلى الكتاب منها، وميزها بقوله في أولها: قلت، وفي آخرها: والله أعلم.